top of page
أحدث المنشورات
Rechercher

كيف يجعل الأستاذ حصته محبوبة لدى التلاميذ ؟

  • ذ. محمد اشباني
  • 23 oct. 2017
  • 4 min de lecture

إنها الثامنة وعشر دقائق والتلاميذ مجتمعون امام الفصل يتساءلون اين الأستاذ؟ هل حضر الأستاذ؟ مع توالي الدقائق تسمع دعوات من هنا وهناك (يا رب ما يجي الأستاذ؟) وفجأة يحضر الحارس العام ولا يكاد يكمل كلمته بأن الأستاذ لن يحضر حتى يدب نشاط وحيوية وفرح بين صفوف التلاميذ كأنهم حققوا أحد أحلام حياتهم.

المشهد يعنى شيئا واحدا وهو أن التلاميذ يكرهون المدرسة والقسم وربما الأستاذ، ولا يمكن تصور تعلم سليم بوجود حالة النفور والكره تلك. فكيف أصبحت المدرسة والقسم وحتى الأستاذ مكروها من التلاميذ؟ والسبيل لتجاوز ذلك؟

إن الخوض في واقع المدرسة المغربية ومدى قدرتها على جذب التلاميذ يحتاج كلاما طويلا لكن سأقتصر في حديثي على طريقة من الطرق الكثيرة التي يمكن للأستاذ القيام بها لجعل المتعلمين يحبون القسم والتعلم وهي جعل اهتمامات المتعلمين وانشغالاتهم في قلب التعلم.

لا شك ان الجيل الحالي من الشباب عموما والمتعلمين خصوصا أصبح يعيش وسط دوامة من المشاغل فالغالبية العظمى من المتعلمين متعلقون اليوم بمستجدات الهواتف والبرامج والألعاب والبطولات والأفلام وغيرها كما أن مرحلة المراهقة والشباب لا تخلو من صراع فكري نفسي يختلف تأثيره من شخص لآخر فتجد التلاميذ ينجذبون لكل ما هو مثير وبراق ويسعون لبناء شخصيتهم ومنهم من يتجه نحو تشدد أعمى او تفريط زائد او يتقلب بينهما وتبدأ مفاهيم الحياة والسعادة والحب وغيرها تغزوا أفكارهم وتكثر أسئلتهم عن تلك المواضيع. إنها باختصار حياة شباب اليوم وعالمهم والمدرسة يجب عليها ان لا تقطع علاقتهم مع ذلك العالم وتلك الاهتمامات وإلا ستكون سجنا يعد التلاميذ الثواني والدقائق ليتحرر منه. إن وظيفة المدرسة أكبر من التعلم واكتساب المعارف بل هي مكان للتنشئة الاجتماعية وبناء الشخصية الصالحة الناجحة، إنها الحضن الثاني بعد الأسرة، لكن تلك التنشئة لا يجب أن تكون عبر ملء عقول المتعلمين بالكلام والتنظير والتعالي عليهم بل يجب ان تكون على أسس علمية وتربوية متفق عليها وباحترام خصوصية المتعلمين النفسية والاجتماعية والنمائية حيث يجب ان لا يتجاوز دور المدرسة التوجيه لما هو صواب وصحيح والتحدير مما هو غير مناسب وخاطئ وكل ذلك في إطار الاحترام والنقاش الحر والاقناع بالدليل والحجة وليس بالفرض والإكراه لأن هذا الأخير سيولد مقاومة تعطى نتائج معاكسة. في كل ذلك يحضر المدرس باعتباره الأقرب للمتعلمين والأكثر قدرة على فهم طبيعة المتعلمين واهتماماتهم وبالتالي استغلالها في التعلم. إن المدرس وهو يخطط او يدبر حصصه الدراسية يجب ان يعلم ويعي أين ومتى يمكن دمج مواضيع ونقاشات وغيرها مما له علاقة باهتمامات التلاميذ وما يمكن ان يخلق لديهم الحافز والنشاط، ومن الأمور والمفاهيم التي يمكن دمجها في التعلم ولها علاقة بمادة علوم الحياة والأرض:

  • انشغالات المتعلمين اليومية: نذكر منها:

  • الحب (في وحدة التواصل الهرموني عموما او فصل وظيفة التوالد خصوصا): يكفي ان تطرحه في الفصل لينفجر كاملا بالنقاش والتساؤل والضحك لأنه موضوع جل المتعلمين يعيشونه او عاشوه بتجارب غاب فيها الوعي والعقل وغاب فيها الموجه الحقيقي والذي لن يكون أفضل من أستاذ علوم الحياة والأرض ليوضح فيه أمور كثيرة كدور الهرمونات الجنسية والغريزة الجنسية وإذا كانت لديه ثقافة واسعة يمكن يربطه بمفهوم المودة والرحمة بين الزوجين والأهم في كل ذلك ان يترك الأستاذ للتلاميذ حق التعبير والنقاش وأن يكون توجيهه مبينا على علم ووعي لا على إيدولوجية او رأي شخصي فقط.

  • الجنس: (في وحدة التواصل الهرموني عموما او فصل وظيفة التوالد خصوصا): ينطبق عليه نفس ما يهم الموضوع السابق فهو موضوع حساس يتجنب الجميع الحديث فيه خصوصا من يجب عليهم التحدث من أصحاب العلم والعقل لكن إلى متى يضل الجميع صامتا والشباب ضائعا في مستنقع الجهل، لذلك فدور أستاذ علوم الحياة والأرض مهم في هذا المجال عبر التربية الجنسية والاستماع للمتعلمين وتوجيههم بشرط الجدية والرزانة والعلم الجيد لدى الأستاذ الموجه والذي لو توفرت فيه تلك الشروط سيتفاجئ بحالات وقضايا تصله من تلاميذ وتلميذات لم يكن لها ان تخرج من الصمت لولا وجود ذلك الأستاذ.

  • الحياة والموت (في أغلب مواضيع المادة كالوراثة والمناعة وغيرها)

  • السعادة والفرح والمعاناة والشقاء (في مواضيع التواصل العصبي والهرموني والوراثة وغيرها)

  • ..........


  • الأفكار العلمية الغريبة قديما ومستقبلا:

  • اعمال كالفاني حول الكهرباء الحيوانية في التواصل العصبي والعضلة!

  • التعديل الوراثي على الأجنة (شكل الجنين حسب الطلب)!

  • استنساخ الإنسان!

  • زراعة الأعضاء من الخلايا الجذعية!

  • بداية الخلق

  • الإنسان أصله قرد!

  • الإنسان الآلي!

  • .........


  • مجالات أخرى:

  • الفيسبوك والواتساب وكل وسائل التواصل الاجتماعي: كلما كان الأستاذ على دراية بما يجري في وسائل التواصل الاجتماعي وجديدها كان أقرب للتلاميذ في مناقشة المواضيع العلمية والأخبار الغريبة المنتشرة في وسائل التواصل والأهم في ذلك، التحدير من أخطار تلك الوسائل إذا لم يتم استعمالها بالشكل الصحيح.

  • البرامج والتطبيقات: هناك برامج وتطبيقات يمكن توجيه التلاميذ إليها كالتطبيقات التعليمية كما يمكن مناقشة تطبيقات متنوعة وكل ذلك يجعل التلاميذ يحسون بأن الأستاذ ليس من كوكب آخر! بل هو منهم وهذا سيكون له دور إيجابي في علاقة الأستاذ بالتلاميذ.

  • الرياضة والرياضيين: في دروس كثيرة تدخل الرياضة في والنشاط العضلي فكيف يمكن عزلها عن المستجدات الرياضية أو الأبطال الرياضيين وهنا يجب ان يمتلك الأستاذ ثقافة رياضية مقبولة تجعله يناقش مع المتعلمين تلك المواضيع.

  • الفن والسينما: كثير من المواضيع العلمية لها إسقاطات في السينما وكمثال لذلك فيلم المتحلون X-men لذلك فإدخال تلك المواضيع في الدرس أحيانا يجذب المتعلمين أكثر للدرس ويخرج التعلم من رتابته.

إن حضور اهتمامات المتعلمين في قلب التعلم كفيل بجعل ذلك التعلم دو معنى وليس في معزل عن عالم المتعلمين وبالتالي يتكون لديهم الحافز للتعلم واكتساب المعارف والقدرات والمواقف التي تؤهلهم للتنشئة الاجتماعية والاندماج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.


أخيرا لابد من الانتباه الى ما قيل عن واقع علاقة التلاميذ بالأساتذة ليس تعميما فكثير من الأساتذة يتشوق التلاميذ للدخول لحصصهم ولا يملون من منها وهو ما نتمنى ان يعم الجميع. كما أن حضور المواضيع المرتبطة باهتمامات المتعلمين لا يجب ان يكون إطلاقا على حساب الأنشطة التعليمية الأساسية.


 
 
 

Comentários


الأرشيف
تابعوا حساباتنا
  • Facebook Basic Square
  • dailymotion-logo-ogtag

أستاذ العلوم - ذ. محمد اشباني - جميع الحقوق محفوظة © 

لا نرجوا منكم إلا دعوة خير ورحمة للوالدين

bottom of page