top of page
أحدث المنشورات
Rechercher

سلسلة التخطيط الفعال للتعلمات – الجزء الأول (ماذا أريد أن أعلمه للتلاميذ؟)

  • ذ. محمد اشباني
  • 26 nov. 2017
  • 3 min de lecture

ثلاثية التخطيط التنفيذ والتقويم الكل يعلمها وهي اليوم المجزوءات الرئيسة المدرسة في مراكز تكوين الأساتذة وكل أستاذ يعلم ان اي تدريس لابد ان يبدأ بتخطيط يتضمن الكفايات والأهداف وخطوات الإنجاز إلخ، بعد ذلك ينفذ الدرس وقبل وخلال وبعد كل ذلك يدخل التقويم. جميعنا نعلم ذلك وأكثر، لكن هل نستشعر دور كل عملية؟ هل نقوم بها كما يجب؟ لماذا مثلا أصبحت الجذاذة كابوس جل الأساتذة منهم من لا ينجزونها إطلاقا ومنهم من ينجزونها عبر نسخ ولقص للكفايات والأهداف وغيرها ثم يطبعها ويضعها في ملف في انتظار زيارة المفتش. أما في تنفيذ التعلمات فالمشكل أكبر وهو نتيجة مباشرة لطبيعة التخطيط المنجز سابقا، اين الطرق النشيطة في تدريسنا؟ اين النهوج العلمية والاستدلال العلمي في التعلم؟ اين التجارب؟ اما في التقويم فلا شيء إلا الفروض وربما بدون تصحيح.

إن هذا الواقع يعيه الجميع وربما كثير منا له مبررات وظروف تقف عثرة امام تحقيق التعلم الناجح الفعال كاكتظاظ الفصول وضغط المقرر وقلة الوسائل وغياب التكوينات المستمرة، كل تلك التبريرات مقبولة وصحيحة لكن وفي انتظار إيجاد حل لتلك المعيقات هل نظل مكبلين عاجزين فاشلين؟ الا يوجد ما يمكن ينهض بتدريسنا ويساهم في نجاح التعلمات؟ الجواب هو نعم يمكننا ان نفعل الكثير والكثير رغم تلك الظروف. وفي هذه السلسلة من المقالات سأحاول في كل مرة تبسيط عملية من العمليات المنجزة إما خلال التخطيط او التنفيذ او التقويم وذلك لنستفيد جميعا ونحاول ان نجعل تدريسنا ناجحا والحقيقة ان الأستاذ الذي يحس بأنه ناجح في عمله يخطط جيدا ينفد ويقوم كما يجب يكون لذلك أثر كبير جدا على حالته النفسية وحتى الاجتماعية وذلك يؤهله ليقدم المزيد وبذلك سننهض قدر المستطاع بتعليمنا.

الموضوع الأول في هذه السلسلة هو كيف أضع اهداف للدروس والأنشطة؟ أي ماذا استهدفه لدى التلاميذ؟ ماذا اريد ان أعلمهم؟ أسئلة يجب على الأستاذ ان يطرحها دائما في بداية تخطيطه لدرس او نشاط ما. عادة ارتبط هذا التساؤل بالمقاربات المعتمدة هل هي بيداغوجيا الأهداف او المقاربة بالكفايات وكلنا كان يلجئ في تخطيطه وهو يعلم اننا نعتمد المقاربة بالكفايات الى نسخ الكفايات المحددة في التوجيهات التربوية نسخا، بعد ذلك يضيف إليها الأهداف المعرفية المحددة في الدرس وقد يضيف لذلك بعض القدرات او المهارات مما تضمنته التوجيهات التربوية، بعد ذلك يبدأ الأستاذ بوضع مراحل الإنجاز كما وجدها في درس ما ناسيا بالمطلق الكفايات والقدرات المكتوبة سابقا، وحتى اذا سألته عن القدرات والمهارات التي تنميها لدى التلاميذ يكون الجواب دائما التحليل والتفسير.

لمحاولة حل هذا المشكل اقترح نموذجا بسيطا يجعل الأستاذ يركز في الدروس والأنشطة على ثلاثة أمور وهي الأسئلة التالية:

  • ماذا يجب ان يعرف التلميذ في نهاية هذا النشاط او الدرس؟

  • ماذا يجب ان يكون التلميذ قادرا عليه في نهاية هذا النشاط او الدرس؟

  • ماذا يجب ان يكون التلميذ واعيا به في نهاية هذا النشاط او الدرس؟

إنها ثلاثة أمور يستحضرها الأستاذ كأهداف يسعى لتحقيقها وتتمثل في المعارف، القدرات، والمواقف المستهدفة لدى المتعلمين ويضعها الأستاذ في جدول التخطيط (الجذاذة) بعد عنوان الدرس او النشاط والفئة المستهدفة والمدة.

الآن المشكل المطروح كيف سيعرف الأستاذ المعارف والقدرات والمواقف المستهدفة في النشاط او الدرس الذي يخطط إليه، بالنسبة للمعارف لا اعتقد انها تطرح مشكلا لأن التوجيهات التربوية والكتب المدرسية تحددها بشكل واضح، اما بخصوص القدرات والمهارات المستهدفة فحلها بسيط كذلك لأن التوجيهات التربوية حددتها في جدول خاص يتضمن كل القدرات والمهارات الخاصة بكل مستوى دراسي (الصورة أسفله) ، بالتالي وأنت تخطط وتعد درسك في كل جزء منه تظهر لك قدرة يجب ان يمتلكها التلاميذ لإنجاز المطلوب قم بتسجيلها علما ان هناك قدرات لا تظهر في الأجوبة الكتابية ولذلك على الأستاذ الوعي بالقدرات التي يجب تطويرها كتحديد المشكل العلمي واقتراح الفرضيات واقتراح البروتوكول التجريبي وغيرها، بعدما ينهي الأستاذ إعداد درسه يكون قد جمع لائحة من القدرات التي سيستهدفها.

بنفس الطريقة يعد الأستاذ لائحة بالأهداف الوجدانية او المواقف الذي سيسعى لتنميتها لدى التلاميذ وجزء كبير منها يتضمنه جدول القدرات والمهارات (الصورة أسفله) وكذا الجزء الخاص بمدخل القيم في بداية التوجيهات التربوية.

في جدول التخطيط هناك نموذجان، نموذج يجمع المعارف والقدرات والمواقف المستهدفة في البداية ثم يضع خطوات الإنجاز في الأسفل وهو النموذج الأكثر استعمالا، اما النموذج الأخر والأفضل هو ان يرفق كل نشاط بالمعارف والقدرات والمواقف المستهدفة لأنه في هذه الحالة يعي الأستاذ وهو يخطط للنشاط وينفده بالقدرات والمواقف التي يستهدف اما النموذج الأول فربما ينسى الأستاذ المستهدف بالضبط خلال مرحة معينة من الدرس.

إن القدرات والمهارات والمواقف تنمى تدريجيا لدى التلميذ وكل مرة يجب على الأستاذ التركيز على قدرة معينة ولأجل ذلك أرى ضرورة ان يقدم الأستاذ للتلاميذ بطاقات منهجية fiches méthodes خاصة لكل قدرة مستهدفة وتناقش ويعطى لها الوقت الكافي وفي نهاية الموسم يكون قد أحاط بكل القدرات المستهدفة.

أخير تلاحظون ان النموذج الذي اقترحته تغيب فيه الكفايات وذلك مقصود لعدة أسباب منها اننا لم نطبق بعد المقاربة بالكفايات رغم اننا اعتمدناها منذ سنوات فالكفايات أي تعبئة المعارف والقدرات والمهارات والمواقف لحل وضعيات مشكلة تحتاج لوضعيات إدماجيه taches complexes وهو ما لم يتم اعتماده الى اليوم لذلك ما الفائدة من وضع الكفايات المستهدفة وان لا استهدفها ولا اقومها ولا يقومها الامتحان الوطني للبكلوريا لماذا نظل ننافق انفسنا رغم أن جل المفتشين واعون بهذا الأمر ويركزون على الأمور الثلاثة الأساسية (المعارف، القدرات والمواقف) ويدعون ونحن معهم لضبطها والعمل بها ولو حدث ذلك فقط سنكون قد حققنا الكثير.

مثال


 
 
 

Comentarios


الأرشيف
تابعوا حساباتنا
  • Facebook Basic Square
  • dailymotion-logo-ogtag

أستاذ العلوم - ذ. محمد اشباني - جميع الحقوق محفوظة © 

لا نرجوا منكم إلا دعوة خير ورحمة للوالدين

bottom of page